بسم الله الرحمن الرحيم :
فضل الصلاة
فضل الصلاه فى الدنيا والاخره
أخي الكريم:
ولعلك ترغب أن تعرف بعض فضائل ومنافع المحافظة على الصلاة في الدنيا والآخرة! وهذا ما نحسبه ونتوقعه.. إذاً فتعال واسمعها من نبيك وحبيبك محمد لتكون دافعة لنا ولك على مزيد الاهتمام بهذه الصلاة التي رفع الله من شأنها وجعلها عمود الإسلام، فمن ذلك:
أولاً: أنها سبب في الحفظ من شرور الدنيا ومصائبها، يقول النبي في ذلك: { من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فانظر يا ابن آدم لا يطلبنك الله من ذمته بشيء } [رواه مسلم].
ثانياً: أنها سبب في مغفرة الذنوب والآثام التي لا يسلم منها إنسان، يقول النبي في ذلك: { من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة } [رواه مسلم].
ثالثاً: أنها سبب في دعاء الملائكة واستغفارها لك، يقول النبي في ذلك: { الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه } [رواه البخاري].
رابعاً: أنها وسيلة للانتصار على عدوك الشيطان وقهره وإذلاله، يقول النبي في ذلك: { ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيه الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية } [رواه أبو داود].
خامساً: أنها سبب في حصول الإنسان على النور التام يوم القيامة، يقول النبي في ذلك: { بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة } [رواه أبو داود والترمذي].
سادساً: في صلاة الجماعة الأجر المضاعف، يقول النبي في ذلك: { صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة } [متفق عليه].
سابعاً: فيها نجاة من إحدى صفات المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار، يقول النبي في ذلك: { ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما - أي من الأجر - لأتوهما ولو حبواً } [متفق عليه]. ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: ( ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها - أي المحافظة على الصلاة في جماعة - إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتي به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ) [رواه مسلم].
ثامناً: أنها الطريق الصحيح لوصول الإنسان للسعادة الحقيقة والطمأنينة القلية، والنجاة من الأمراض النفسية والمشكلات الحياتية التي يعاني منها كثير من الناس اليوم: كالهم والحزن، والقلق والاضطراب، والفشل في كثير من الشؤون العائلية أو التجارية أو العلمية وغيرها، يقول النبي : { يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذ هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان } [متفق عليه].
تاسعاً: أنها سبب في دخول الجنة، يقول النبي في ذلك: { من صلى البردين دخل الجنة } [متفق عليه] ويقول: { لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } يعني الفجر والعصر [رواه مسلم].
أخي الكريم:
ولا أظنك بعد هذه الأحاديث الشريفة من محبك محمد إلا وقد عزمت على دحر عدوك الشيطان، والتخلص من هذا التقصير، والعمل على تلافي تكراره في المستقبل، إن كان كذلك فهنيئاً لك هذه العزيمة، وإليك بعض الوصفات النافعة والوسائل المفيدة بإذن الله تعالى:
أولاً: الوسائل الإيمانية العملية:
وهي كثيرة جداً، ومنها:
1 - الحرص على التزود من السنن والطاعات:
حيث إنها خير معين على أداء الإنسان للصلاة جماعة.. ومن أهمها: المحافظة على أداء السنن الرواتب، وصلاة الوتر، وقراءة القرآن الكريم، وصلاة الضحى، والصدقة، والصيام، وغيرها.
2 - دوام الاستغفار:
وذلك استشعاراً لحاجته الماسة إلى رحمة الله ومغفرة ذنوبه الكثيرة التي ارتكبها في الماضي، أو التي ستقع منه في المستقبل، ففي الحديث: { من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب } [رواه أبو داود].
3 - كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى:
لما فيه من تطهير للقلب، وتزكية للنفس، وقرب من الله، وطرد للشيطان، وإعانة على الخير والطاعة، وهو أنواع ومنه: أذكار الصباح والمساء، وأذكار الأحوال والمناسبات، وأذكار ما بعد الصلوات الخمس، والذكر المطلق.
4 - العيش مع بيئة صالحة:
وهذا عامل مهم في الاستقامة، فمن أراد كل خير والبعد عن كل شر، فليقطع علاقته بتلك الصحبة السيئة التي لا تصلي، أو ضعيفة الحرص على الصلاة، أو ترتكب المعاصي والمنكرات، وليبحث عن الصحبة الصالحة التي تعينه على كل خير ومعروف، ومن لم يفعل فلا يستغرب أن يجد التردد وضعف العزيمة في أداء هذه الطاعة وكل طاعة.
5 - الاهتمام بسلاح الدعاء:
إن كل مسلم يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والالتجاء إليه بصدق وإخلاص فإن الله كافيه وناصره وهاديه لكل ما ينفعه في دينه ودنياه، ولهذا يحسن من المسلم أن يكثر من دعاء الله عز وجل - وخاصة في الأوقات التي يرجى فيها إجابة الدعاء - بأن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجنبه الوقوع في كل معصية وذنب، فذلك هو الخير والفلاح في الدنيا والآخرة.
ثانياً: وسائل أخرى معينة:
ومنها:
1 - تأخير أداء صلاة الوتر إلى ما قبل النوم.
2 - النوم مبكراً وعلى طهارة.
3 - وضع ساعة منبهة أو أكثر من واحدة لمن نومه ثقيل.
4 - توصية الأهل أو بعض الأصدقاء بإيقاظك.
5 - قراءة أذكار النوم.
6 - قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً، والنفث بها على ما استطاع الإنسان من جسده.
أخيراً..
أرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينفعك بهذه الكلمات، وأن تكون سبباً في وصولك إلى تفكير سليم، ومراجعة شاملة لسير حياتك، لتتمسك فيها بما هو حق وصواب ونافع، وأن تتخلى عن كل خطأ ومحرم يضرك في دينك ودنياك مهما كان تعلقك به وحبك له. وهذا ما نحسب أنك فاعله ومسارع إليه، راجياً أن أراك قريباً في الصفوف الأولى من المسجد وفي كل خير وعمل صالح.
والله يحفظك ويرعاك